خفايا سقوط بغداد..معركة المطار كانت فاصلة وقنبلة امريكية واحدة ابادت نصف القوات العراقية
شاهد على الحدث
أصر العقيد سعد الغراوي ان يبدأ روايته لاحداث يوم سقوط بغداد في التاسع من نيسان/ ابريل بالحديث عن معركة المطار الشهيرة لكن التي ما زالت تفاصيلها غامضة حتي بعد مرور خمسة اعوام علي حدوثها.
وقال العقيد الغراوي، وهو من صنف الدروع ضمن ألوية الحرس الجمهوري: كانت معركة المطار مرحلة فارقة في غزو العراق، وظلت تفاصيلها غامضة بعد أن تكتمت الولايات المتحدة علي مجرياتها، واضاف: استلمنا أوامر مباشرة بالتوجه إلي المطار فجر يوم السابع عشر من بدء العدوان، فقد تأزمت الأمور هناك..لم تبق لنا الكثير من الدبابات بعد أن أبيد لواؤنا بسبب الأوامر العشوائية من قبل قائد الحرس الجمهوري، التي أرغمتنا علي التحرك من بغداد إلي كربلاء عدة مرات ذهابا وإيابا، وبدون غطاء جوي الذي كان مختفيا تماما ولصالح جيوش الغزاة.. علي الرغم من ذلك كان قادتنا الشجعان ينفذون الأوامر رغم صعوبتها مع دبابات قليلة ظلت سالمة بأعجوبة، مرت بجانبنا سيارة نقل صغيرة بيك آب مسرعة تحمل رجالا بملابس سوداء وهم يحملون قاذفات الاربي جي ، كانوا قوات فدائيي صدام، تبعهم ما تبقي من فوجي طوارئ بغداد الأول التابع لوزارة الداخلية وهم في الأساس من الجيش العراقي.
وصلنا إلي المطار بعد أن واجهنا المدخل الرئيسي الذي يحرسه عدد من فدائيي صدام، كانت الدنيا تشتعل من حوله ولكن المعركة الحاسمة لم تكن قد بدأت، رأيت عددا كبيرا من الحرس الخاص والحرس الجمهوري وفدائيي صدام والمقاتلين العرب وكانوا من مختلف البلدان العربية.. كانت البنايات بيد العراقيين ولكن بعض المناطق المحيطة بالمطار يسيطر عليها المارينز سيطرة تامة... كان مدرج المطار الطويل مليئا بتلال من التراب وذلك لقطع الطريق أمام أي محاولة هبوط لأي طائرة.. دخلت إلي الملجأ الذي حفر كما يبدو علي عجل، أخبرني الضابط المسؤول: أن الأوامر واضحة وهي: الصمود ومحاولة تكبيد العدو أقصي خسائر ممكنة... تركته وخرجت متجها إلي بناية أخري بعد أن مررت بما تبقي من دبابات اللواء التي حاولنا وضعها في مكان يوفر لها بعض الحماية من الضربات الجوية.. كان طيران الاستطلاع يتحرك بلا هوادة والجميع في حالة ترقب الا ان مناطق اخري في بغداد تشتعل وأصوات الانفجارات المزعجة تخترق الترقب.. دخلت إلي مقر القيادة الي الاجتماع سريعا وكان يضم مسؤولين من المخابرات وفدائيي صدام والحرس الجمهوري والخاص والفدائيين العرب.. كانت هناك خريطة للمطار والمناطق المحيطة به وعليها تأشيرات تدل علي أماكن تواجد العدو. أبلغونا أنه تم اتخاذ قرار من جهات عليا بالهجوم بعد ساعات. بعد ان أفشلنا المحاولة الأولي لاحتلال المطار. بعد أن قامت القوات الأمريكية بمحاولة إنزال قاومناه بكل قوة انسحبت هذه القوات عند الفجر من اليوم السادس بعد أن رفعتها الطائرات المروحية المخصصة لنقل الجنود وبعد وقت قصير فوجئنا بقصف غير عادي! حيث ضربونا بقنبلة واحدة فقط أبيدت علي أثرها أكثر من نصف قوتنا!.. قنبلة واحدة نورها أزرق يصل إلي السماء.. وبعد ساعات حاولنا أن نخلي الجرحي والقتلي وجدنا جنودنا بكامل ملابسهم وكأنها لم تمس وكذلك أسلحتهم ولكن بدل أن نجدهم مصابين بشظايا أو جروح..وجدناهم متفحمين!! كانوا غير مستعدين للخسارة أبدا. في هذه الأثناء دقت ساعة الصفر فقد سمعنا صفير أول قذيفة مدفع عراقية، لقد عرفتها، انها قذيفة مدفع نمساوي ثقيل.. عرفتها من صفيرها.. بعدها اختلطت علي الأصوات ما بين راجمة ومدفعية ثقيلة وصواريخ قصيرة المدي.